فصل: فصل في علاج الصداع البارد بغير مادة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: القانون (نسخة منقحة)



.فصل في علاج الصداع البارد بغير مادة:

أو بمادة بلغمية أو سوداوية: ينفع من ذلك التكميد بما هو مسخن بِالفعل من الخرق المسخنة ومن الجاورس المسخن والملح المسخّن.
والجاورس ألطف وأعدل وقد ينفع جماعتهم وخصوصاً المصرودين منهم إذا كانت أبدانهم نقية ولم يخش منهم حركة الأخلاط أن يحسروا عن رؤوسهم في الشمس مقيمين في شرقها إلى أن يعافوا وينحلّ صداعهم.
والمصرود يجب أن يقلل غذاؤه وتسهل طبيعته ولو بالحقن ويحال بينه وبين الحركات البدنية والنفسانية والفكرية ويمنع الشراب البارد ويحرم عليه البروز للبرد.
وينفع جميع من به صداع من البرد بعد التنقية- إن احتيج إليها- المروخات والسعوطات والنشوقات والشمومات والنطولات والأضمدة المسخنة المذكورة.
ومما ينفعهم سقي الشراب الريحاني الرقيق القوي مع البزور أعني مثل بزر الكرفس وبزر الرازيانج وبزر الجزر والأنيسون والكمّون والدوقو وفطر اساليون وما جرى مجرى ذلك.
وهذا عندما يؤمّن حصول أخلاط في المعدة مستعدة للثور وعندما لا يكون بالعليل حمى فيخاف أن تشتد.
وينفعهم ضماد الخردل وجميع الأضمدة المحمّرة وخصوصاً إذا وقع فيها خردل وثافسيا وقد جرب الرماد بالخلّ طلاء وكذلك العروق بدهن اللوز المر مروخاً كل ذلك بعد الحلق.
وكل الثوم أيضاً مما يقطع الصداع البارد.
فأما علاج الصداع البارد مع مادة بلغمية فهو أن يستفرغ البدن إن كان الخلط مشتركاً فيه ثم يستعمل تقليل الغذاء أو تلطيفه ويستعمل الأبازير التي ليست مصدعة ويستعمل المنضجات المذكورة والاستفراغات المحدودة مبتدئاً من الأقل فالأقل ثم المعالجات الأخرى الموصوفة في القانون.
ويستعمل أيضاً ما يسكّن أوجاعها وجميع ما يجب أن يستعمل في علاجي البارد والرطب.
واستعمال الترياقات من المعاجين في الأسبوع مرة واحدة نافع.
وأما علاج الصداع البارد مع مادة سوداوية فإن الواجب فيها أيضاً أن يعمل على حسب ما قيل في القانون من الفصد إن احتيج إليه لكون الدم غالباً أو فاسداً والاستفراغات بدرجاتها بعد الإنضاجات المفصّلة ثم تبديل المزاج بالطرق المذكورة واستعمال ما يولد دماً لطيفاً محموداً رطباً رقيقاً وقد وفى الكلام فيه.
ومما ينفع منه جيّداً حب القرنفل ونذكر ههنا أيضاً ما ذكره أركاغانيس في باب فصد الكابل وقد أوردناه.
صفة أطلية نافعة للصداع البارد: ينبغي أن يبدأ بحلق الرأس أوّلاً ثم يؤخذ مثقالان من أوفربيون ومثقال من بورق ومثقالان من السذاب البري ومثقال من بزر الحرمل ومثقالان من الخردل تدق وتعجن بماء المرزنجوش ويطلى به الرأس.
أخرى: ومن الأطلية الجيدة النافعة أن يؤخذ فلفل مثقال ثقل دهن الزعفران مثقال وثلث أوفربيون حديث مثقال زبل الحمام مثقالان يجمع الجميع بعد السحق الشديد بالخل الثقيف ثم يطلى به موضع التحمير.
وأيضاً طلاء من مرّ وأوفربيون وملح وبورق.
وأيضاً فربيون ومرّ وصبر وصمغ عربي وجندبيدستر وزعفران وأفيون وأنزروت وقسط وكندر يتّخذ منه طلاء بماء السذاب.
أخرى: ومن الأطلية الجيدة لكل من الخوذة والشقيقة الباردين أن يطلى بالحجر المصري فإنه شديد النفع جداً.
أخرى: يؤخذ فلفل أبيض وزعفران من كل واحد درهمان فربيون درهم خرء الحمام البرّي وزن درهم ونصف يعجن بخلّ ويطلى به الجبهة.
أخرى: يؤخذ صبر ومر وفربيون وجندبيدستر وأفيون وقسط وعاقر قرحا وفلفل يطلي بشراب عتيق.
وأيضاً دواء زبل الحمام وهو قوي.
أخرى: فلفل وخلط الزعفران أي قرص الزعفران المذكور من كل واحد مثقالان فربيون نصف مثقال زبل الحمام مثقال ونصف مداد مثقال ونصف الخلّ مقدار الحاجة وهذه الأدوية تارة تستعمل مكسورة بالدقيق أو بمزاج لين أو بياض بيض وتارة صفرة ودرجات ذلك مختلفة.
صفة سعوطات نافعة للصداع البارد: منها سعوط الشونيز المذكور في المفردات ومنها المومياء مع الجندبيدستر والمسك.
وزعم بعضهم أنه إذا سعط بسبع ورقات سعتر وسبع حبات خردل مسحوقة بدهن البنفسج كان نافعاً.
ومما جرّب مسك وميعة وعنبر ويؤخذ عدسة منه ويسعط به كل وقت.
ومما يسعط به لذلك فيسخّن ويستفرغ دهن شحم الحنظل أو دهن ديف فيه عصارة قثاء الحمار وما زعم قوم أنه شديد النفع من ذلك أن يؤخذ عصارة ورق الحاج معتصراً بلا ماء ويسعط منه في الأنف ثلاث قطرات على الريق ثم يتبع بدهن البنفسج بعد ساعة ويحسى إسفيدباجاً كثير الدسم.
ومما يمدح لهذا الشأن أن يؤخذ من مرارة الثور الأشقر وزن ثلاثة دراهم ومن المومياء وزن درهمين ومن المسك درهم ومن الكافور وَزن نصف درهم ويسعط منه.
أخرى: يؤخذ ثافسيا مثقال ونصف أصل السوسن مثقال فربيون مثقال ونصف عسل مصفى مثقال ونصف يجمع الجميع بعصارة أصل السلق ويسعط منه بحبة جاورس مقطراً من طرف الميل.
أخرى: يؤخذ فربيون وثلثاه خضَض هندي ويعجن بعصارة السلق ويقطر في الأنف.
أخرى: يؤخذ بخور مريم يابس ثمانية مثاقيل بورق وسماق من كل واحد أربعة مثاقيل ليسحق صحقاً ناعماً وينفخ في الأنف.
بأنبوبة ويرفع العليل رأسه ويستنشقه بقوة.
أخرى: يؤخذ شونيز أربعة مثاقيل عصارة قثاء الحمار مثقالان نوشادر مثقالان يعجن بدهن الحنا وبدهن قثاء الحمار يطلى به داخل الأنف ويستنشق العليل ريحه بقوة فإذا نزل من ساعته من رأسه شيء كثير فحينئذ يغسل الأنف بماء حار.
صفة أدهان يمرخ بها رأس من به صداع بارد: وذلك أنه ينفع منه جميع الأدهان الحارة والأدهان التي قد طبخ فيها مثل الشبث والفودنج والمرزنجوش والشيح والنمام والسذاب وورق الغار وما قد ذكرناه في القانون.
وأما دهن البلسان فحاله ما قد عرفته هناك وهذه أيضاً تصلح سعوطات وقطورات في الأذن.
صفة نفوخ نافع من الصداع المزمن: وهو أن يؤخذ عصارة قثاء الحمار وشونيز وقليل ثافسيا ويسحق وينفخ في الأنف أو بخور مريم ونطرون وعصارة قثاء الحمار.
في علاج الصداع اليابس: أما اليابس الذي يكون مع مادة صفراوية أو دموية فقد مضى الكلام فيه وإنما بقي الكلام في الصداع اليابس بلا مادة فأول علاجه تدبير العليل بالأغذية المرطبة الجيّدة الكيموس وخصوصاً الكثيرة الغذاء مثل محّ البيض ومثلا مرق الفراريج السمينة والقباج والطياهيج والأحساء الدسمة بالأدهان الرطبة ثم يمال من جهة الحار والبارد إلى ما هو أوفق.
ومما ينتفع به استعمال السعوطات المرطبة بالأدهان المحمودة كدهن اللوز ودهن القرع وغير ذلك.
وإن احتيج في شيء منها إلى تعديل مزاج بتبريد أو تسخين مزج به من الأدهان ما يعدّله وربما أوقع اليبس نقصاناً بيناً في جوهر الدماغ وهيأه للأوجاع.
ويجب هنالك أن يستعملوا السعوطات بالأمخاخ المنقّاة من عظام سوق الغنم والعجاجيل وشحوم الدجاج والدراريج والطياهيج والتدارج والزبد زبد البقر والماعز.
ومما ينفعهم تضميد الرأس بالفالوذج الرقيق المتّخذ من سميذ الحنطة الشعير بحسب الحاجة وبالسكر الأبيض ودهن اللوز أو القرع أو صبّ الرقيق منه على اليافوخ وقد طوق بإكليل من عجين يحبس ما يصبّ على الرأس.
في علاج الصداع الورمي: وأما علاج أصناف الصداع الكائن عن الأورام فنذكر كل واحد في باب مفرد في المقالة التي بعد هذه.
في علاج صداع السدّة: وأما صداع السدة فعلاجه بالإنضاج بما تعلم ثم الاستفراغ واستعمال الشبيارات ثم التحليل بالنطولات والأضمدة والشمومات والغرغرات ثم بالإنضاج ثم الاستفراغ ثم التحليل حتى يزول وقد علم كيفية ذلك في موضعه فإن كان المزاج في الرأس حاداً والسدّة غليظة صعب عليك العلاج فيجب أن يستعمل التفتيح ثم إذا هاج صداع أو تضرّر الرأس بالعلاج الحار تداركت ذلك بالمبرّدات التي معها إرخاء ولا قبض فيها ثم إذا سكن عاودت لا تزال تفعل ذلك حتى تفتح السدّة وقد فصلنا كل هذا.

.فصل في علاج الصداع الكائن من رياح وأبخرة محتقنة في الرأس ليست من خارج:

أما الكائن عن رياح غليظة فيعالج أولاً باجتناب كل ما يبخر وينفخ مثل الجوز والتمر والخردل حاراً كان أو بارداً ويستعمل النطولات والضمّادات المذكورة والشمومات والسعوطات الموصوفة في القانون ويشم الجندبيدستر والمسك خاصة.
ولدخول الحمام على الريق منفعة في هذا الباب وإن كان مبدؤها من المعدة استعملت في علاجها الاستفراغات المذكورة وخاصة النسخ التي يقع فيها دهن الخروع وبدله الزيت العتيق واستعملت الكموني وما يجري مجراه مما يذكر في علل المعدة وقويت الرأس بعد المعالجة بدهني الآس واللاذن ودهن السوسن وبعصارة السرو والأثل والسعد وما فيه تسخين وقبض ويستعمل أيضاً في الأطراف ليجذب إلى الخلاف.
وأما الكائن عن الأبخرة فإن كان تولّدها في الرأس نفسه ولم يكن العليل يجد في المعدة نفخاً وقراقر ولا كان ذلك يزداد وينتقص بحسب الامتلاء والفراغ وبحسب الأغذية المبخرة وقليلة البخار فعلاجهم النطولات المفشّشة المعروفة وتقوية الرأس بالأضمدة المحلّلة وفيها قبض يسير والمشمومات الملطّفة وبها كفاية.
وإن كان من المعدة فما ينفعها ما يقوّي المعدة كالمصطكي والجلنجبين ثم الكمّوني وما أشبهه.
وإذا تناول الطعام وأخذ يبخر ويصدع فليتناول عليه لعاب بزر قطونا أو الكزبرة اليابسة مع السكر وإن خاف برد المعدة من لعاب بزر قطونا استعمل لعاب بزر كتّان مع الكزبرة اليابسة.
وتقوّي الرأس بما عرفته بعد أن تعالجه فتسكنه بما يجب من النطولات والشمومات الموصوفة وخصوصاً المرزنجوش فربما كان هو وحده سبباً للخلاص التام ويستعمل الجذب إلى الخلاف.
وإذا أحسست أن في المادة البخارية فضل حرارة بما تجد من علامات الحرارة اجتنب المحلّلات الكثيرة التسخين كالأوفربيون وغيره اجتنابا شديداً بل ابتدأت أولاً بالجذب إلى الخلاف والتنقية بالغراغر ثم استعملت النطولات المعتدلة في الحمام.

.فصل في علاج الصداع الحادث من ريح نفذت إلى داخل الرأس عن خارج:

وأما الصداع الحادث من ريح نفذت إلى داخل الرأس من خارج فيتأمّل هل كانت الريح حارة صيفية أو باردة شتوية ثم يتأمل موضع دخولها فإن كانت حارة ومدخلها الأذن قطر فيها دهن البابونج مفتر أوَ دهن الخيري أو دهن الشبث مكسوراً بدهن الورد القليل وكذلك إن كان مدخلها الأنف قطر ذلك في الأنف واستعمل التنطيل بما يحلل برفق مما ذكرناه فإن تعقبه سوء مزاج حار عولج بالرفق وابتدئ بما هو أقلّ برداً فإن لم ينفع زيد.
وأما إن كان بارداً جعلت الأدهان من أي الطريقين وجب استعمالها حارة وفيها جندبيدستر أو مسك ويقلل ويكثر بمقدار الحاجة ويستعمل النطولات والضمّادات المذكورة بحسب ذلك محلّلة حارة ويجتنب كل ما ينفخ ويليّن الطبيعة.

.فصل في علاج الصداع الحادث من أبخرة رديئة أصابت الرأس من خارج:

وكذلك علاج البخارات الرديئة الواصلة من خارج وإنما تكون باردة في الأقل مثل بخارات المواضع المتكرجة الحمامية وأما في الأكثر فتكون حارة وتحللها بالنطولات المعتدلة إن احتبس منها شيء كثير وتخيل سدر ودوار ويتشمم الروائح الطيبة المعتدلة مثل ماء الورد ودهنه والنيلوفر والبنفسج وإن أحسّ بحرارة شديدة فالكافور والصندل.
ويستعمل تحميم الرأس في الحمام بالماء الحار والخطمي.
وأما الباردة فينفع منها شمّ المسك والجندبيدستر وذلك كاف فإن كانت الأبخرة دخانية احتاج إلى ترطيب شديد بالادهان المذكورة وبالمرطّبات المعدودة واحتيل في غسل الأنف بمثل هذه الأدهان يستنشق منها استشناقاً شديداً جاذباً إلى فوق حافظاً فيه ثم يخلى لينصب ثم يجدّد يعمل ذلك دائماً وكذلك بماء الورد وماء الخلاف وماء القرع وليكب على أبخرة هذه المياه إكباباً كثيراً فإن تولد منها آفة وسوء مزاج كما يكون عن دخان الكبريت ودخان الزرنيخ وما أشبهه استعمل الكافور في دهن القرع ليرطب أحمدهما ويبرد الآخر وكذلك يستعمل الكافور في دهن الخسّ ودهن البنفسج ويفرش الموضع بأوراق الخلاف والرياحين المرطّبة.

.فصل في علاج الصداع الحادث من الروائح الطيبة:

أما الكائن عن الروائح الطيبة فإن كانت حارة وضرت بحرارتها لا باليبوسة وحدها عولج بالروائح الطيبة الباردة مثل ما أن الضرر اللاحق من شمّ المسك والزعفران يعالج بالكافور والصندل واللاحق من الكافور يعالج بالمسك والزعفران والزعفران وإن كانت إنما تضرّ مع ذلك بالتجفيف واليبس فالعلاج أن لا يقتصر في علاج ضرر المسك مثلاً بالكافور بل إن أمكن أن يتدارك بإسعاط الأدهان الرطبة مبردة فقد كفى وإلا فمع الكافور مدوفاً فيها وكذلك بالعكس.